التلاعب بالذاكرة عبر الأعصاب بإستعمال تقنية الoptogenetics….
هل من الممكن تغيير ذكرياتك بشكل دائم, أو السطو عليها..أو ستبدالها؟… للأسف الإجابة نعم…..عملية التلاعب بالذاكرة بدأت قواعدها مند أربعينيات القرن الماضي، و قد سبق و تكلمت في مواضيع عدة عن الأهداف و الغاية هي السيطرة العقلية و من نواحي مختلفة، سواء الروحية أو النفسية أو التقنية أو هم معا، و من يسيطر على العقل يسيطر على كل شيء…
و من التجارب التي قام “ايلدر بنفيلد” الكندي، أكد أن الذكريات العرضية تقع في الفص الصدغي في الدماغ، و نجح بنفيلد في اجراء التحفيز كهربائيا لخلايا في الفص الصدغي من المرضى الذين كانوا على وشك الخضوع لعملية جراحية لعلاج نوبات الخوف والصرع..ونجح في رصد ردود فعل لذكريات معينة برزت في الاعتبار…وتوالت تلك التجارب لاحقا وخاصة على المرضى فاقدي الذاكرة مما أكد أن الفص الصدغي.. بما في ذلك المنطقة التي تعرف باسم ” هيپپوچامپوس” هي المنطقة الأساسية لتشكيل الذكريات العرضية، و أن الجزء الخاص بخلايا تخزين الذاكرة في الدماغ ويسمى “الإنجرامس” ويقع داخل مركز الذاكرة في الفص الصدغي من المخ… والمفترض ان المخ يحتفظ بتخزين كل آثار الذكريات مثل “الهارد ديسك” في جهاز الكمبيوتر الخاص بك… ظاهرة الذاكرة الكاذبة موثقة جيدا من خلال عدة ابحاث.. وحدث خلال عدة سنوات في العديد من القضايا المعروضة على المحاكم ان تم العثور على المدعى عليهم مذنبون.. استنادا الى اقوال الشهود والضحايا الذين كانوا على يقين من ذكرياتهم.. ولكن الأدلة الدامغة وبالأخص ادلة الحمض النووي قلبت لاحقا حكم الإدانة… مما دعى إلى عمل عدة مراكز بحثية متخصصة في خطوة نحو فهم كيفية تنشأ هذه الذكريات الخاطئة… وقد أظهرت نتائج أكبر علماء الأعصاب الامكانية الفعلية من زرع ذكريات زائفة… بل وجدوا أيضا أن الكثير من الآثار العصبية لهذه الذكريات متطابقة في طبيعتها لتلك الذكريات أصيلة… وبالرجوع الى ما تم كشف النقاب عنه في مشاريع العقل والدماغ الأزرق والتحول البشري… وما يواكبها من قدرات نقل الوعي بالكامل..قام بعضهم بمبادرات تنصب حول النوايا الخبيثة التي تقف وراء تلك المشاريع… حيث لم يعد سرا تجنيد العلم الحديث لخدمة المؤسسات الحكومية لايجاد سبل متعددة لوضع الشعوب تحت السيطرة العقلية والعاطفية..بل انتاج مجتمع خال من المفكرين..أو مشبعة امخاخهم بفكر وتعاطف محدد ومحدود…لهذا لزم ان تعمل مناهج حروب العقل بصور متزامنة ومتداخلة تعمل كالشبكة التي تصطاد فرائسها باختلاف قواهم.. وكان ذلك ما وراء كل تلك التمويلات الباهظة من الحكومات الكبرى لمثل هذه السلسلة… التي تبدو لا نهاية لها من مثل هذه المشاريع.. والتي تتم تحت اشراف وزارات الدفاع ووكالات مخابراتها.. بالرغم من العمل في الشق الظاهري على خفض ميزانيات التسليح التقليدي في حكومات تلك الدول…
منذ سنوات تم مختبريا بالفعل وفي تجارب علنية النجاح في تنشيط الانجرامس لزرع ذكريات زائفة Incepting Memories في أدمغة الفئران… بالتحكم في وصلات الدوائر العصبية واستخدام قذائف ضوئية محسوبة التردد بحسب ترميز الذكريات من خلال تقنية ال optogenetics… وعن طريق تقديم صدمات كهربائية خفيفة وتشكيل ذكريات محددة.. وتم تحول الجين C-FOS جنبا إلى جنب مع البروتين channelrhodopsin هندسيا… بهذه الطريقة وخلايا ترميز تتبع الذاكرة مع البروتينات الحساسة للضوء… …وحتى اجراء تجارب للتنافس بين ذاكرة كاذبة مع ذاكرة حقيقية ..وادخال صدمات خادعة تعمل كبصمة قوية حاضرة قادرة على التفاعل مع مستويات مرتفعة من النشاط العصبي في اللوزة ومركز الخوف في الدماغ الذي يتلقى معلومات من الذاكرة المحصنة تماما كما في الذاكرة الحقيقية؟؟؟… وحتى تحديد الشبكة العصبية المرتبطة مع خبرة ما في بيئة ما مصاحبة بالخوف الشديد… ثم تنشيط شبكة معينة لإظهار أنها تدعم التعبير من الذاكرة.
تجدر الاشارة بأن فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يعمل حاليا على المزيد من الدراسات للكيفية التي يمكن أن تشوه ذكريات انتقائية محددة في الدماغ عن بعد من خلال ابحاث يمولها ظاهريا معهد ريكن لعلوم المخ
RIKEN Brain Science Institute….
ومن وقت قريب اعلن علماء الاعصاب على لسان هوارد ايكنبوم H. Eichenbaum ، أستاذ علم النفس ومدير مركز جامعة بوسطن للذاكرة والمخ حقيقة انه “الآن يمكننا أن تنشيط وتغيير محتويات من الذكريات في الدماغ، فالتكنولوجيا التي قمنا بتطويرها في هذا المجال تسمح لنا بدقة التشريح والعبث مع عملية الذاكرة عن طريق التحكم بشكل مباشر في خلايا المخ “… حيث بات من الممكن استخدام الذكريات الزائفة عن الأحداث سواء ممتعة أو كريهة أو صادمة.. ويتم العمل كذلك على سبر أغوار الذكريات المعقدة والتحكم في سلوك الناس من خلال الخبرات المخزونة في الذاكرة.. وحتى قدرة العقل على تعزيز الذكريات السعيدة.. والتي يمكن جعلها تبدو حتى أكثر متعة من الحدث الأصلي….